الله ليس حصرًا

10/04/2013

.

يعتقدونَ أن الله حصراً لهم.. وأن كلّ من لم يجتز قائمة التصنيف خاصّتهم.. أو جاء سلباً في احدِ مظاهر العقيدة.. فهو دون شكّ خارجُ ملّةِ الرّب !. يُدخلونَ الجنّة من أرادوا.. ويركلون من محيطِ الرّحمة من جاء بِطبيعتهِ ومارسَ حياتُه بما يليقُ ومبادئه او قناعاتهِ !، يمجّدون أصحابُ الشعارات القشريّة لمجرد استخدامهم لجمل رنانة ذات إيقاع برزخيّ مستهلك.. يرفعون من يدّعونَ ويظهرون ماليسَ فيهم.. ويبطنون الأخلاقَ الدّونيّة.. يحطّون من ذلك المختلف عنهم.. يحقدون ويضمرونَ ويطلقون الأحكام كأنّ مصيرُ العبادِ في أيديهم .! يمارسون الإقصاء بجميع أشكاله و أنواعه بضمير منتعش و إرادة المتحمّسين، يحاربون كل فكرة لم تمرّ من تحت أجهزة الجمرك خاصتهم بإيمان المجاهدين.. يؤمنون بأنهم وسيط بين ذلك الشعب البسيط -الذي بنظرهم لا يفهم مصالحه ولا فطرة الله التي فطره بها- وبين الإله!، لا مجال للحوار والمفاهمة مهما كانت شرعية.!

الإفتاء طالَ المسائل الإجتماعية بعد ان احتكروها ردحًا من الزمان في الدين الذي يزعمون، فكل قضية تهم المجتمع وتعنيه بشكل مباشر اصبحت عرضة للإفتاء بحرمة معالجتها والحديث عنها او حتى مغازلتها من بعيد! الحلّ الأمثل و الأسهل هو في قطع دابر كل مايجدونه (قد) يهدد الامن والسلام الداخلي -بنظرهم- ، متجاهلين فكرة جوهرية في قمعهم هذا أن كل ما ترمّد على السطح يتجمّر من تحته ماهو كفيل باشعال الأرض وما عليها!

في ظل الربيع الذي يتسلق خريطة العالم العربي، دروس و مواعظ متعددة لا زالت فئة المحتسبين و من هم على دربهم سائرون يصمّون عنها الاذان و يعمون عنها العيون، والمحزن في هذه الصورة الكبيرة ان السقف الأعلى من وسائِل الإقناع بضرورة التغيير والإصلاح قد تمّ الوصول إليها سلفًا، ولا أبعد من المشاهدات الحيّة لما يدور حولنا، فإلى أي منزلقٍ يسحبون الوطن إليه.. ولا أزيد!!

.

تبًا لك.!

28/03/2013

 

قد تكون حالتي هذه وأنا بين التردد وبين حديثٍ مختنق في أول حُنجرتي .. مجرد تشويشات فادحة السخف لفتاة تعرجُ في أول تجاربها على طريقٍ مبهمٍ، لا تعرف معهُ كيف هيَ الإتجاهات.. وحتما أضاعت ذات سذاجة بوصلتها!

يعترك في داخلي نوعٌ من تفاهاتٍ قد لا ترتقي لأدنى مايثير اهتمام انصاتك لي.. بل قد يغريك بعض هذا البوح لما يجعلك تصم اذنيك عني، وتنفض كلتا يديك مني!

قبل أن احكي او اروي.. لا فرق، يجب ان أستغل هذه الفرصة الاستثنائية لأفهمكَ مالم أستطع افهامك إياه برتابة الخجل المتكرر في كل لحظة يباغتني فيها صوتكَ عبر هذا الجهاز الصغير.. وقد ظننت أنني قد اعتدت على حدته فما عاد يربكني مرة أخرى! لأجد نبضاتي تتسارع كأنها أتونُ المرة الأولى!

في داخلي امراة تخشى أن لا تكفي رجلاً في داخلك.!، أن أكون فتاة تدلق أنوثتها عليك بارتباكةٍ بكر لا تفهم معها كيف تقول لك “اقترب.. بحجم أن تشتاقك كل خلية”.. لا تجروء على أن تصرخ في جحيمك المعتوه “تجرد منهنّ..فأنت في حضرتي الآن وحدي”.. فتاة ترتب من أجلك الحديث أقرأ باقي الموضوع »

تفاهات..

26/03/2013

منذُ أن مررتُ بِ اوّل تجارب الفقد الحقيقية.. لا ادري مالذي تغيّر بي، ولا أفهمُ شيئا من الجنون الذي يقتحمُ الكون من حولي! أقربُ مايصلُ لهُ العقل لوصف تلك الحالة، كأن حقيبة سفر ضخمة محمّلة بمعادن ثقيلة قد سقطت على اصبع قدمي الصغير، بترته، شوّهت قدمي -وأنا التي أُذعرُ من أن يتشوه شيءٌ بي- و أعاقت حركتي وتوازني مع المحيطين بي!

رغم جهلي الواسع في الطب.. أنا أجزمُ بأن هرموناتي قد أصابها صدع أو شرخٌ ما، فقد اختلّت عاداتي بشكل مزعج، أصبح كل شيء يثيرُ بي حالة حنق وتبرّم في كل ساعة من كل يوم! القهوة أصبحت السائل الأول والشبه وحيد الذي أعيش عليه (رغم أنها المشروب المفضل لدى الكثير من المفكرين والأدباء، الا أنها معي كانت تعملُ عكسَ العادة..أعني أنها أصابتني بكثيرٍ من البلادة!)، ومؤخرا للأسف بعض سلبياتها قد بدأت تطرأ على معدتي منذ فترة قريبة. أصبحتُ لا أجدُ أي حماسةٍ اتجاه أيّ من الأشياء التي كانت تُثيرُ شغفي و تعلّقي في الحياة، أجدُ الكثير من (اللاجدوى) في كل شيء من تفاصيل حياتي، ولعل أقرب بورتريه سيشي بملامحي أن تمثلني تلك الزاهدة المتعففة عن كل متع الدنيا المشتعلة من حولها!

تصيّرتُ تلك الشخصية المزعجة، لا أطيقُ أحداً.. و (أحداً) لا يطيقُ معي صبراً. ردود أفعالي باتت أكثر حدّةً و خِسّة، أقرأ باقي الموضوع »

من هناك.!

25/03/2013

أظنني عائدة من مكانٍ قصيّ لم يتكرّم علي بما كنتُ أنتظر منه.!

عائدة لأثرثر عن الحياة المملة، عن الخيبات والهزائم التي لن تنتهي.. عن القلق الذي ورثته من أبي، عن اهتمام أمي المبالغ.. عن الحنين لأشياء مضت لا أظنها ستعود بعد الآن.! هل قلت أشياء؟ نعم.. وأشخاص ربما

كائن لا تحتمل خفته

31/05/2011

يبدأ الروائي التشيكي “ميلان كونديرا” روايته الفلسفية أو العاطفية أو الفيزيائية وأخيراً الغير محدّدة الهوية بالنسبة لي (حتى بعد قراءتها) بطرح الأسئلة حول مفهوم الخفة والثقل، كما ويشير الى الاختلاف بين هذه المفاهيم من حيث سلبيتها و ايجابيتها لدى عدد من الشخوص العالمية كموزارت وغيره. يعرض لنا كونديرا الخفة الغير محتملة للإنسان حين يتجرد من المسؤوليات، حين يتخفّف من معاطفِ الإرتباطات الانسانية والعملية والإجتماعيّة ويرتفعُ بخفّته عن مركز الجذب، كما وفي اليد الاخرى يعرض لنا الثقل والوزن الذي يثبت الانسان في الأرض ويغرسه.. إن كانت مسؤولية اتجاه شخص او وطن او حتى عمل.

ستجدون هناك طبيباً يصطدم بكرامته ومبدئه مع غثاء السياسة الذي يطارده، رسامة خفيفة بشكل لا يحتمل تواجه ثقلاً ليست مستعدة لحمله والجيّد في موضوعها انها تعي ذلك جيدا، هناك أحلام ومنامات تتواتر على (تيريزا) .. تحمل رمزياتٌ فاقعة وتفسيرها يتربع بين يدها.. حتى ليظنّ القارئ (كما في حالتي) أن جزء من حبكة الرواية أن تكون تلك الأحلام من صنع خيالها (تيريزا) أو محاولة منها لاستمالة (توماس) او شحذِ عاطفته في النهاية.!

ستجدون  مثقفون..  صحفيون..  سياسيون..  من يحب..  من يتزوج..  من يموت..  من يعود لوطنه كلما تركه، هناك من يبحث عن الإله ولا يثق بوجوده وهناك من يفلسف هذه الامور (الصحفي العجوز) بشكل انيق ومحترم نوعا ما، وأظن من الجدير ذكره هنا أنني قد لمست في كونديرا أنه يأخذ في اعتباره حين يكتب مشاعر كل الاديان والمعتقدات التي قد تقرأ له.. لذلك لم أجده يبالغ او يسرف في العمق الديني واللاديني كما يفعل بعض الكتّاب الاخرين.

واجهتني بعض الاشياء التي استغربتها وقطعت عليّ عمق المتعة والعيش في الاحداث، منها مثلا  ان كونديرا كان  يقطع سرد الرواية ليتحدث ويعلّق بشخصية المؤلف عن أحد شخصياته التي ابتكرها في الرواية!! أعني في منتصف الحدث الجاري وفي جوف الحكاية، فجأة كأنه صوت معلّق بعيد.. لا أدري ولكنها كانت مربكة بالنسبة لي (وماهضمتها منوب) :/

قراءة لذيذة أتمناها لكم (F)

 

 

.

منال الشريف

30/05/2011

.

 

 

 

لستُ بصدد الكتابة عن من هي الشريفيّة القادمة من مكّة (منال الشريف) ولا عن مذهبها الذي حاولَ المتلصّصون على الحقائق ومزوّروا الواقع أن يشوهوه في أعيننا بغية إحماء الطائفية التي لا تمتّ بصلة وهذه القضية!،.. ولن أكتب عن المواطنة ذات الإنتماء الوطنيّ ولا عن ولائها – والذي أعربت عنه في عدة وثائق محفوظة عنها- الذي تدين بهِ إلى حكومتنا  متمثّلة بخادم الحرمين الشريفين (ابو متعب) أعزّه الله ونصره على من عاداه، ولا عن بعضِ الجهولين حين حاولوا تصوير (وتَصْيِير) قيادتها لسيارتها إلى كونها مؤامرة ذات أجندات خارجية ايرانية شيعيّة خامنئية نجّادية مصدّرة إلينا من أقرأ باقي الموضوع »

البحر والسّم

16/05/2011

 

 



كانت هذه الرواية ثاني تجربة يابانية بعد الغابة النرويجية، مع المفارقة الشاسعة والفاقعة بين الاثنتين!، فبحجم المتعة في حكايات هاروكي موراكامي الناعمة، بحجم الصلافة واللا انسانية جاء بها اندو في روايته “البحر والسّم”! ولا عجب حصولها على جائزة أكوتاجاوا حين جائت بأحداث من العيار الثقيل في فترة الحرب التي عاشتها اليابان. تحكي الرواية في البدء عن مريض رئة يتعالج بالاسترواح الهوائي حيث ينتقل هو وزوجته الى مكانٍ ما يلتقي فيه مع الطبيب الفض [سوجورو]. فضوله في معرفة خلفية وماضي هذا الطبيب هو المدخل الى أقرأ باقي الموضوع »

الغابة النرويجية!

20/04/2011

هاروكي موراكامي + سعيد الغانمي !

 

الأدب اليابانيّ، بابٌ جديدٌ كلياً على مكتبتي.. وأظنه بابٌ قد فُتح ولن يغلق قريباً. تحت رعاية (الأب الروحيّ)، رضخت للمحاولات والاغراءات و المساومات المنعقدة حول اقتراح رواية تصلح للقراءة بشهية منفتحة.. وحصل أن بدأت بالغابة النرويجية .. ذات الـ400 صفحة لأنتهي منها في 4 أو 5 أيام تقريباً (وهذا أمرٌ جيد ولكنه جديد عليّ).!

في البدء، استوقفتني الصفحة الأولى (المفترض أنها اهداء الكاتب او شيء من هذا القبيل).. كُتب عليها بكلّ اختصارٍ.. بكلّ خيالات مُحتجَزة:-

من أجل الكثير من الإحتفالات“.!

قد يميل البعض إلى محاولة النقد واللجوء الى التنقيب عن السلبيات لمجرد انهم لم يتعلموا الا التركيز على الجزء الفارغ أقرأ باقي الموضوع »

أيامُكِ خفيفة والدّهر ثقيل يا ماري !

31/12/2010

صباحٌ بِ لونٍ أحاديّ لا يحتمل إزدواجيّة الأيامِ التي تركض من خلالها نحوَ الـ لا مكان!، وهيَ قدّيسةُ معبدٍ بلا كاهنٍ ولا إعترافٍ ولا جريمة !

هكذا يبدأ الصّباحُ على نافِذتها، مترعٌ بِ الأسى وطاعنٌ في وحدَته!.

صَبية  ضبابيّةٌ وألوانها كالثلج.. كالقطنِ.. دمعها لا طعمَ لهُ.. قد تنازلَ عن ملوحتهِ لِ كثرةٍ ما اجترّتهُ فوقَ المثخن من مصائبها على أقرأ باقي الموضوع »

كولاج !

21/12/2010

رغم انها تصنف من الروايات صغيرة الحجم نوعا ما-١٢٧ صفحة- الا انها كانت اكبر معضلات هذا العام من رصيد الكتب المقروءة على رفوف مكتبتي المتواضعة !

حكايا ومغامرات لصبيّة (رسامة) هيَ -ربما- استثنائية، حاولت أن تبلغ الحدّ المُرضي من التطرف في الأشياء .. في اللغة وفي انتقاء الردود والأسئلة المباغتة.. علاقتها مع الأشخاص الطارئين..  حتى في ما تحاولُ اكتشافهُ في المُدن التي ترحل لها..!

وبالنسبة لعمق الإستمتاع في الرواية؛ لم استطع ان اقرأها دفعة واحدة دون ان اتوقف واعيد القراءة من جديد ومحاولة خلق علاقة بين ما قرأت سابقا وما قرأته للتوّ !. واجهت مشكلة أكبر في أقرأ باقي الموضوع »